الدّراما الرمضانية ومشكلات الواقع

‌نازك بدير

إلى أيّ حدّ تحاكي الدّراما الرّمضانيّة الواقع المعيش؟ وهل تعكس صورة المجتمع بتفاصيله وهمومه؟ ما وظيفة الدّراما؟ أين هي من التّحوّلات التي حصلت مؤخّرًا؟ هل استطاعت المسلسلات التي تُعرَض أن تواكِب من حيث القصص التي تطرحها مأساةَ الشّعب اللبناني وما يرزح تحته من استبداد؟.

لعلّ متابعة ما يتمّ عرضه على شاشات التّلفزة اللبنانيّة خلال شهر رمضان تبيّن أنّها ليست على قدر التّوقعّات على الرّغم من العمل عليها قبل عدّة شهور، ووجود شركات إنتاج معروفة، ومشاركة ممثّلين لهم بصمتهم الخاصّة، وتاريخهم في هذا المضمار.

لكن ثمّة حلقة ناقصة تجعل هذه الأعمال لا تبلغ درجة النّجاح المطلوب؛ يتفكّك العمل الدّرامي عندما لا تتوفّر له العناصر الأساسيّة سواء أكان النصّ، أم السّيناريو، أم الحوار، أم الإخراج، أم ملاءمة الأدوار للممثلين، أم الانصهار الكامل بين الممثل والشخصيّة التي يؤدّيها، أم الانسجام في ما بين الممثلين أنفسهم في العمل الفنّيّ.

لعل فقدان أحد هذه العناصر كفيل بخلخلة المسلسل، وتشويهه، فنجاح أيّ عمل هو رهن التّوافق التامّ بين هذه الحلقات جميعها، وبذلك هو يشبه في تناسقه وتناغمه السّمفونيّة الموسيقيّة التي ينبع جمالها من التّناسق والتآلف بين ألحانها. وأيّ خلل في أداء موسيقي واحد، يسبّب العطب للسّمفونيّة كلّها.

قد لا يستطيع نجم المسلسل القيام بدور "عمود الخيمة" لإنجاحه، ثمّة خيوط متعدّدة تنهض بعمارة العمل الدراميّ، حلقة بعد حلقة، مشهدًا تلو الآخر، تتضافر جميعها في نسيج متكامل. ومتى فقد هذا النّسيج أيّ خيط من تلك الخيوط، أو اعترى أيُّ قطبة شائبة معيّنة، سيؤثّر ذلك حتمًا على بنية العمل كلّه، وسيؤدي تاليًا إلى إضعافه.

ممّا تقدّم، من الصّعب الحكم على نجاح أيّ عمل تلفزيونيّ استنادا إلى تميّز بطل ما في أداء دوره، وعلى العكس تمامًا، قد يكون من الإجحاف الحكم على إخفاق مسلسل نتيجة ظهور أحد الممثلين بطريقة باهتة، ولكن يبدو أنّ الأهمّ من ذلك كلّه جنوح الأعمال بمعظمها عن اهتمامات المجتمع ولا سيّما الشّباب، وفقدان الدّراما القدرة على القيام بدورها الحقيقيّ.


AM:11:05:06/05/2021

ئه‌م بابه‌ته 624 جار خوێنراوه‌ته‌وه‌‌